السبت، 30 أبريل 2011

الأهــــــــــــــــــوار سيــــــــــــــــدة الأساطيـــــــــــــــر

الأهــــــــــــــــــوار سيــــــــــــــــدة الأساطيـــــــــــــــر

*عاد الماء وعادت مملكة القصب والسمك والطيور .. ولكن !
*جذور القصب تعمر نحو ثلاثة قرون
*العائدون الى مملكة الماء متى تنتهي مشكلاتهم؟

صافي الياسري


هي قاموس السمك والاوز وامم الطير وغابات القصب وخليلة السومريين وال ازيرج والبومحمد ومرتع الجاموس وجنته ومنبع الاساطير المتجددة، هل أحدثك عن سيد سروط؟
ام عن كنز حفيظ ام عن عبد الشط ام عن الطنطل وزوجته ؟
الاهوار... السيدة التي خاصمها الأمويون والعباسيون قبل صدام حسين وحاولوا تجفيفها تارة بعذر تحويلها الى أراضٍ زراعية لزيادة الخراج واخرى لمنع (الزنج) الثائرين من الاحتماء بها حتى قال احد الشعراء في وصف معاناتها
فكأنما الهور الطفوف وأهله
وكأنما ابن معية ابن زياد
وابن معية هو احد وزراء الخلفاء العباسيين وهو الذي سعى الى تجفيف الاهوار. والسبب الحقيقي للسعي الاموي والعباسي لتجفيفها، هو انها رقعة سياسية معادية، فقد نشطت فيها مجاميع المعارضة وتمكنت من غرس افكارها في محل زواياها.
فمن اي ثغر نقتحم مملكة هذه السيدة، اننحدر مع الغراف حتى (لكش) في الناصرية ومنها الى الكرمة فاطراف هور الحمار ومن ثم التوغل فيه حتى الجبايش، ام الاندفاع جنوباً الى هور الحويزة جنوب قضاء الكحلاء في محافظة العمارة، ام الصعود الى الصحين من جهة ناحية العدل في قضاء المجر الكبير؟
خيار الصحين كان هو الخيار الذي فرض نفسه علينا، فهي المنطقة الأكثر أمتلاءً هذه الايام بالماء والسمك والطير والقصب والعائدين وقد كانت الأكثر تضرراً أيام النظام البائد.
في مضيف سيد سروط
وعلى هدى الماء تأخذنا (الشختورة) ويأخذ مرافقنا (المشحوف) حتى مضيف "السيد سروط" في الصحين ، وبرغم ضحالة المياه في بعض الاماكن يصطاد العائدون اسماك البني والشبوط والكطان والشلك ودكاك الصخر والحمري وانواعاً اخرى من السمك بالفالة والشباك و"الزهر" وحين تساءلت عن (الزهر) قيل لي انه تركيبة كيمياوية لا تضر بيئية الاهوار ، وهي تجعل الاسماك تطفح على سطح الماء بعد تناولها العبوة، ولم اسمع رأياً لخبير في البيئة بشأن هذا الموضوع فطبيعة هذه التركيبة مازالت مجهولة.
وهنا عليك ان ترفع يدك بالتحية لمن يسافر ضد التيار ذلك انك أقل تعباً منه، وهو العرف السائد هنا.
وفي مضايف السيد سروط والسادة آل البطاط في الصحين حكى لنا العائدون معاناتهم من النظام السابق ومشكلاتهم الحالية وفي مقدمتها عدم توفر مياه الشرب وروى لنا بعضهم اسطورة السيد سروط، فحين ولدته امه لم يرق لها شكله فابتلعته (سرطته) على حد تعبيرهم ثم ولدته من جديد قمراً وحارساً عراقياً لا مثيل له، وحين سألت عن معنى (الحارس) قيل لي ان سيد سروط كان يحرس المنطقة من "الجن" ومن كوارث الطبيعة.
260 نوعاً من الطيور
وهنا ملايين الطيور تسكن المحيط المائي في المثلث الذي تمر زواياه بالبصرة والناصرية والعمارة، ويؤكد الدكتور خزعل احمد الطبيب البيطري والباحث المتخصص بشؤون الاحياء المائية في محافظة العمارة ان عدد الطيور تناقص كثيراً بعد تجفيف الاهوار، ومع ذلك بقي في المنطقة ما يقرب من 260 نوعاً قسم كبير منها من الحيوانات البرمائية، ومع عودة المياه بدأت انواع الطيور تعود الى مواطنها القديمة في هذه المساحة المائية بالغة السعة.
ويؤكد الدكتور خزعل ان الاهوار هي المكان الوحيد لطائر القصب المغرد، وبمناسبة ذكر القصب زودني الزميل حسين محمد عجيل بمعلومة تقول ان بذور وجذور القصب تعمر ثلاثمئة سنة فيا لبؤس صدام حسين وتوهمه انه قضى على قصب سومر، فبمجرد ان عاد بعض الماء الى مملكة الاهوار نبت القصب من جديد.
ويذكر الدكتور خزعل الطائر الثرثار والبش والخضيري والطيور المهاجرة كالأوز والبجع العراقي ومضيفه روسيا ومنشتاه ومولده العراق وحين تم تجفيف الاهوار مضى الى مستنقعات البحرين لكنه عاد الان الى غابات القصب وبنى اعشاشه من جديد استعداداً لموسم التفريخ، وعادت ايضاً اسراب اللقالق والنوارس والعنادل وطيور الزاغ والحذاف وبنت الشيخ والرخيوي والزيطة والزرزور كما ان الاهوار العراقية تعد الاولى من خمس مناطق في العالم تسكنها عدة انواع من الطائر المخوض wades bird ويؤكد المطلعون ان هناك اكثر من 60 نوعاً من الطيور مهددة بالانقراض ويرصد العلماء 49 مستوطنة للطيور في العراق من الشمال الى الجنوب اغلبها في منطقة الاهوار والان وقد عادت مجاميع كبيرة من السكان الى مواقعها القديمة، يشعر العائدون بانهم مازالوا مهددين من بقايا النظام السابق الذين افادوا من عملية تجفيف الاهوار وكونوا مزارعهم الخاصة مستفيدين من شبكة ارواء (النهر الثالث)، وهم غير مطمئنين الى العديد من مناطق الهور التي تعرضت كما يقولون الى "القصف بالكيمياوي".
والعائدون انتظروا طويلاً لينبت القصب لاعمار بيوتهم و "شبات" مضايفهم. وكم كان الامر جميلاً لو ان الحكومة العراقية انتبهت لهولاء العائدين فاقرضتهم ما يمكنهم من شراء إعداد من الجاموس وتشجيعهم على استكثارها وانشاء معامل لإنتاج المشتقات اللبنية والاجبان بالاشتراك مع الرأسمال الخاص واستعادة وتيرة حياتهم السابقة وتطويرها .
ووضع مشروع (اهوار لاند) موضع التنفيذ لاستقطاب الوافدين من شتى انحاء العالم وتشجيع الرأسمال الاجنبي على الاستثمار في هذه المنطقة والافادة من الخبرة الأجنبية في هذا المجال و (اهوار لاند) يمكن ان تضم فنادق ومنتجعات خاصة ومستوطنات صيد ومطارات وما ذلك يصعب على العراقيين بخاصة ان المساحة الحقيقية للاهوار ومسطحاتها المائية تتجاوز (22) الف كيلو متر مربع ولا يعني انخفاض هذا الرقم قبيل التجفيف الى حدود 877 كيلو متراً ثم التجفيف الكامل موت الاهوار وبيئتها وطبيعتها ، فبمجرد ان عاد الماء عادت بيوت القصب وتنفس السمك والطير مستعيدين شيئاً فشيئاً حياتهم القديمة، ومع ذلك تبقى قلة المياه الواردة من تركيا في دجلة ومن سوريا في الفرات تشكل عقبة مؤثرة في استعادة الاهوار عافيتها الكاملة ، فثمة مشروع اعالي الفرات ومشروع الغاب التركي وسد طبقة وبحيرة الاسد وقيام ايران ببناء سد على نهر الكرخة لارواء نحو 162 الف هكتار في الاراضي الزراعية في الاحواز وتجهيز الكويت بالمياه العذبة وقيامها بتجفيف مساحات واسعة من هور الحويزة الذي يغذيه نهر الكرخة .
ومع ذلك فان اليد الطولى والفاعلة في خنق الاهوار كانت يد صدام حسين بخاصة حين شق تلك الانهار الاصطناعية ومنها النهر الثالث ونهر العز ونهر ام المعارك ورش المسطحات المائية وغابات القصب بالمبيدات.
واعلنت الامم المتحدة عام 2001 في تقرير اعده متخصصون بالبيئة ان ما يشكل 7% من مساحة الاهوار العراقية فقط صالح لاستعادة عافيته وعودة السكان اليه!
ووصف التقرير ما فعله النظام بالاهوار بانه من أسوأ الكوارث البيئية، فقد فرت مستوطنات الطيور وجفت المستنقعات التي كانت تستوطنها انواع الاسماك التي كانت مصدراً لغذاء وعيش نصف مليون عراقي في الأقل وأبيد القصب المادة الأساس لبناء بيوت السكن واجبر السكان على الرحيل وتغيير طبيعة عملهم، وتشققت الأرض من بعدهم وغطاها الملح، حتى لم يعد في الامكان تخيل عودتها الى طبيعتها الأولى فالطبقة الملحية وصل سمكها الى قدم واحدة .
مرافقي سعد الميساني قال لي؛ كان ضباط الحرس الجمهوري يشنون هجماتهم ومداهماتهم على التجمعات السكانية التي ظلت متمسكة بمواقفها برغم حرمانها مصادر رزقها فقد أرسلوا أولادهم للعمل في المدن وتشبثوا بمواقعهم، وكانوا يسلبونهم ابسط ما ما يمتلكون وربما اعتقلوهم لتهم لا أساس لها من الصحة، كانوا أسوداً على ابناء جلدتهم، لكنهم حين وصل الاميركان فروا عراة حفاة وتعال اريك بقايا معسكرهم الغريق.
قادني سعد با(الطرادة) وهي نوع خفيف من الزوارق ليس بعيداً عن مضيف السيد سروط لأشهد بقايا جدران المعسكر الغريقة وسبطانة مدفع غريق رفعت راسها ليعتليه لقلق ساخر وضع قدماً ورفع الاخرى في مشهد لا يمكن ان يتكرر يسجل برمزية بالغة التعبير عن مصير الحرس الجمهوري والنظام السابق كله.
وعلى ضفاف الهور الذي عاد سكانه يتذوقون السمك و"دجاج المي" والحذاف والبش والخضيري والبط، عادت صناعة الزوارق.
مصادر في وزارة الموارد المائية تقول ان نسبة غمر مساحة الاهوار بالماء وصلت الى 60% ونحن نرى انها نسبة مبالغ بها ونذكر السيد المدير العام المسؤول عن متابعة انعاش الاهوار في وزارة الموارد المائية المهندس علي هاشم ان عليه ان يقارن بين واقع الاهوار قبل التجفيف وواقها الحالي قبل الادلاء بمثل هذا التصريح.
ومن الجدير بالذكر ان نشاط وزارة البيئة على الرغم من حداثة عهدها فقد عهدت الى مجالس التعاون البيئي في محافظات البصرة والناصرية والعمارة للمساهمة في حملة انعاش الاهوار ومعالجة بيئتها عبر اجراء الفحوصات المختبرية للتربة والماء والهواء.
وتقول وزارة البلديات والاشغال على لسان وكيلها السيد كامل الجادرجي انها بذلت جهدها لانعاش الاهوار واعدت دراسة بشأن عودة المهجرين الى بيئتهم الطبيعية وتذكر هذه الدراسة ان عدد المهجرين من اهوار ناحية الفهود والحمار والجبايش بلغ 650 الف مواطن ويقول مكتب الاعلام في وزارة البلديات ان الوزارة وضعت ضمن خططها إنشاء شبكات المياه الصالحة للشرب ومد خطوط الكهرباء والخدمات البريدية وخدمات المياه الثقيلة والمجاري لسكان الاهوار.
اما مستشار المعهد العراقي لشؤون البيئة في واشنطن د. عزام علوش فيقول ان المعهد قدم دراسة لاستخدام الغاز المتوهج من حقول النفط الجنوبية لانشاء محطات لمعاجلة مياه الاهوار.
ويقول مدير التخطيط والتنمية في وزارة الموارد المائية الاستاذ سالار بكر ان الاوضاع الان مشجعة على عودة العوائل الى البيئة التي غادرتها قبل 15 عاماً ويؤكد ان 19 الف عائلة عادت الى اهوار الناصرية حتى الان ويقول الدكتور علي حنوش وكيل وزارة البيئة.
ان عودة هذه الاعداد الى بيئتها الاصلية تعكس الحنين للعودة الى الارض المنطلق ومسقط الرأس، لكن هذه العودة غير المنظمة التي لا تسندها عمليات توفير مقومات الحياة الطبيعية قد تؤدي الى نتائج عكسية وعقابيل مؤذية لعملية العودة.
وثمة اشكال حضري، فالذين هجروا قسراً من الاهوار اجبروا على ممارسة مهن اخرى اعتادوها واعتادها أبناؤهم ويجدون الان صعوبة في العودة الى ما تتطلبه بيئة الاهوار مسكنهم وموطنهم الاساس ان الدولة على هذه الخلفية مطالبة باعادة تأهيل سكان الاهوار للعيش فيها من جديد.
ومن المؤكد ان عودة سكان الاهوار الى رقعتهم الجغرافية القديمة وتقاليد حياتهم ومعيشتهم سابقاً أمر مرغوب فيه اذا لم نقل انه امر ملزم وهو في الحقيقة تصحيح لخطأ بيئي وسياسي واجتماعي واقتصادي، لكنه يستلزم وقتاً اطول مما نظن لاعادة الامور الى نصابها.
البارونة نكلسن والطفل عمار
وحكاية الطفل عمار هي احدى الروايات المفزعة التي رافقت المئات من اطفال الاهوار الذين تعرضوا لتشوهات جسدية جراء الهجمات العسكرية للحرس الجمهوري على قراهم ومجمعاتهم السكنية بالطائرات والمدفعية وبقنابل النابالم الحارقة والقنابل الفوسفورية وكان عمار طفلاً بائساً اجبر على الفرار تحت اجواء الرعب والهلع مع عشرات الالوف من النساء والشيوخ والاطفال سكان الاهوار وكانت البارونة نكلسن موجودة فبادرت الى وضعه تحت جناحها وأسست مؤسسة "عمار" ثم تبنته ونقلته في ظروف صعبة من جنوبي العراق الى إيران ثم الى بريطانيا، وأشارت الى عمق المأساة في كتابها (لماذا نسي الغرب؟)
ويتضمن الكتاب مجموعة دراسات بخصوص مشكلات المحيط البيئي والإنساني للاهوار والحلول المقترحة لها وعرض لشهادات عدد من الناخبين ويعرض الفصل الاول دراسة احصائية لسكان الاهوار واقتصادياتهم وأوضاع التعليم والصحة والخدمات الإنسانية، كما أشتمل على نشوء وتطور منطقة الاهوار عبر التاريخ وما تعرض اليه محيطها من تعرية وتآكل استناداً لصور الاقمار الصناعية، وكذلك يبحث الكتاب بموضوعية النظام البيئي لمحيط الاهوار ومكوناته، كالتنوع الاحيائي ، الحيواني والنباتي وتأكيد ان الأضرار بالاهوار هو أضرار بالمخزونات الوراثية للعالم كله.
ولا نريد مناقشة تفاصيل هذا الكتاب الرائع ونمضي قدماً الى مقترحات المهندس الاستشاري الأستاذ هشام المدفعي الذي يقول: لا اتفق مع الرأي المنسوب الى الأمم المتحدة والداعي في الحديث عن سكان الاهوار الى عودتهم واستعادة نمط حياتهم التقليدي الذي يعود الى خمسة الاف عام والذي ورثوه عن السومريين والبابليين، بل اني ادعوا الى توفير الظروف لهم لممارسة حياتهم الطبيعية الانتاجية مع توفير جميع الخدمات المطلوبة لمعيشتهم وسكناهم بشكل يماشي متطلبات العصر.
وقد تكون لكل منا اراؤه ومقترحاته في هذا الموضوع .
ومقترحاتي تتبلور في النقاط التالية:
1- تحديد ما تم تجفيفه من الاهوار، أي المساحات المجففة فعلاً من هور الحمار وهور الحويزة وهور ابو زرك والاهوار الصغيرة الاخرى وتحديد مساحة الاهوار غير المجففة.
2- وضع الدراسات والاحصاءات السكانية لتحديد ما تم ترحيله من سكان الاهوار واعداد العوائل المرحلة الراغبة في العودة
3- دراسة نمط الحياة في قرى الاهوار واقتصادياتها واسلوب المعيشة لدى سكنة تلك الاهوار للافادة منها في المقترحات الجديدة للتخطيط المستقبلي.
4- دراسة مشكلة شحة المياه في الاهوار والكميات المتناقصة من المياه الواردة من تركيا كما هو مسجل في السنين القليلة الماضية وتحديد كمية المياه المتوقع ورودها الى الاهوار وتحديد المساحات التي يمكن غمرها حالياً ومستقبلاً لاعادة الحياة اليها وبالتالي يمكن التعرف على مساحات الاهوار التي نبحث فيها ومواقعها وسبل تطويرها بشكل مضمون.
5- اجراء دراسات علمية وعملية ووضع بدائل ومقترحات لاستغلال المسطحات المائية للاغراض التالية:
أ. اجراء الدراسات التحليلية العلمية والبيئية على تربة ومياه الاهوار للتأكد من سلامتها وخلوها من مخلفات الحروب والامراض وصلاحيتها لاستيطان الانسان والحيوان معاً.
ب. تحديد المناطق المقترح توطين السكان فيها.
ج. تحديد المناطق المنتجة اقتصادياً في الاهوار وانواع الانتاج الصناعي او الزراعي فيها واعداد السكان المطلوبين لاشغالها ولو وبشكل تقريبي).
د. تاشير وتحديد مواقع المسطحات المائية الواجب الاحتفاظ بها كمستوطنات طبيعية للحفاظ على نباتات الاهوار وزهورها المختلفة ومحطات استراحة وتكاثر الطيور المهاجرة، ومناطق وملاذات امنة لتوطين الحيوانات والاسماك المحلية.
هـ. تحديد المناطق السياحية وانواع النشاطات السياحية والمساحات اللازمة لها ، كالسباحة وصيد السمك والغوص او التنزه.
ويورد المهندس هشام المدفعي نقاطاً اخرى مهمة تتعلق بالسياحة والزراعة والصناعة والاسكان والثروة الحيوانية، فهي منطقة الهور.
انما الدراسات شيء والمشاهدة الحية شيء اخر فأزمة الوقود أجبرت سكان الاهوار على استهلاك القصب والبردي الجاف الذي كانوا يخططون لبيعه، وتم استهلاكه لإغراض التدفئة والطبخ.



ويقول الشاعر مظفر النواب عن شهيد ال ازيرج صاحب ملاح خصاف في اهوار العمارة:
ميلن لاتنكطن كحل فوك الدم
جرح صويحب بعطابه ما يلتم
ويقول كاظم الحناوي متحدثاً عن شفرات الهور:
مع تقدم الظلام في الهور قد تضيع الدروب على السالكين لكن ماء الهور لا يبخل بالأدلة فحركة حيوانات الهور من الجاموس والخنزير هي بعض الخريطة فهذان الحيوانان لا يعيشان في المياه العميقة فاذا سمع الجائر صوتهما فله ان يطمئن انه يجذف بزورقه في المنطقة القريبة من اليابسة، اما اذا سمع صوت خرير الماء قوياً فعليه الحذر لان ذلك دليل تيارات مائية قوية.
واذا سمعت صوت صياد يتكسر ثلاث مرات فهذا يعني انه يغني المحمداوي وانه من آل ازيرج .
واذا شعرت بان القطار بدأ يخفف سرعته فهذا يعني انه يسير على ارض طينية لا تسمح له بالإسراع.التعرف قيمتك عند مضيفك (الاهواري) فستجيبك السمكة التي ستقدم لك ان كانت (بنية كبيرة) فهذا يعني لاشك في انك ضيف محترم..

ليست هناك تعليقات: