الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

صورة-20-





25 أبريل 2007 --نشطاء المناخ يزلي بتلر وروب بيل على حافة مضيق بحري في المنطقة المجمدة القطبية الشمالية النرويج.
وفقا للناشطين ، سيكون هناك ارتفاع بدرجات الحرارة لمياه البحر بحيث يمكنك السباحة في المنطقة المجمدة القطبية.

صورة-19-





يناير 2007 -- أليسيا كاسيليو ، ترتدي زي امرأة عراقية في واشنطن للمشاركة في احتجاج صامت ضد الحرب في العراق .
الأرقام على رأسها يقدر عدد الوفيات في العراق في ذلك الوقت.

صورة-18-




8 يناير 2007 -- لاجئ صومالي في عاصفة ترابية في مخيم داداب على بعد 80 كم من الحدود الكينية.

صورة-17-




26 ديسمبر 2006 –نيجيريا - حرق اكثر من 500 شخص بسبب انفجار خط أنابيب للبنزين.
بعد تسلل السكان المحليين مع الدلاء وأباريق إلى خط أنابيب الغاز من أجل الحصول على البنزين.

صورة-16-





4يناير أبريل 2007 انتخاب نانسي بيلوسي أول امرأة ا مريكية رأيسا لمجلس النواب

صورة-15-





10 أكتوبر 2006 -- زعماء العالم يدينون كوريا الشمالية لإجراءها اختبار نووي.
في الصورة جندية من كوريا الشمالية تحرس منشأة عسكرية في بلدة Sinuji الحدودية.

صورة-14-





مايو 2006 مايو -- لاجئ قارب الوصول إلى الشاطئ في فويرتيفنتورا في جزر الكناري,بينمااعتقل 39 من اللاجئين وتمت اعادتهم الى شمال افريقيا.

صورة-13-





تموز 2006 -- الرئيس الاميركي جورج بوش يعيد طفل إلى والدته خلال زيارة لالمانيا.

صورة -12-




4 يونيو 2006 -- النساء على شاطئ في الجزائر العاصمة

صورة -11-




22 أبريل 2006-- نيبال : تظاهرة من اجل الديمقراطية عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا يحتجون ضد الملك جيانيندرا.

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

صورة -10-






10 أبريل 2006 -- جلب اثنين من الأطفال المصابين بعيدا بعد هجوم اسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة.

صورة-9-






15 فبراير 2006 -- فتاة تساعد والدها لبناء الجدار في منطقة كشمير التى تسيطر عليها باكستان التي تعرضت لزلزال

صورة-8-









15 أكتوبر 2005 -- القوات الامريكية اعتقلت عراقيا يشتبه في نقل المتفجرات في سيارته في مدينة بعقوبة

صورة-7-




3 يناير 2006 الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نسخة طبق الأصل من سيف سيمون بوليفار هدية للرئيس البوليفي ايفو موراليس.

صورة-6-





13 أغسطس 2007 -- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال رحلة عطلة في سيبيريا.

صورة-5-





1 أغسطس 2005 -- الأم وابنتها سنة واحدة في عيادة الطوارئ في النيجر.

صورة -4-




14 ديسمبر 2003الرئيس العراقي صدام حسين خلال الفحص الطبي

صورة-3-






26 يناير 2008 -- هذا الشاب اصيب خلال اعمال الشغب العرقية في مدينة ناكورو في الوادي المتصدع في كينيا

صورة -2-




صورة -2-

17أبريل 2007 -- مادونا مع ابنها وابنتها لورديس في دار للأيتام في ملاوي.

أفضل 100 صورة في الأخبار خلال السنوات ال 10 الماضية






ترجمة:كاظم الحناوي عن صحيفة de morgen البلجيكية
الجزء الأول 30

صورة -1-

23 januari يناير 2007 باراك أوباما وهيلاري حضور خطاب حالة الاتحاد من قبل الرئيس بوش.

السبت، 13 نوفمبر 2010

الأبعاد السياسية والاجتماعية والايديولوجية لهجرة المسيحيين من الشرق


المسيحيون في الشرق إلى اين؟

مجلس بطاركة الكاثوليك يدق ناقوس الخطر

كتبت ميشلين ابي سلوم *

الوجود المسيحي في الشرق"" كلمات تطرح سؤالاً بات يتردّد بقوة اليوم حول مستقبل هذا الوجود بعد ان ترافق بألم كبير وانتقل صداه ليشمل كل المنطقة التي بدأت تعاني من فقدان الوجود المسيحي على ارضها ، فهجرة المسيحيين من الشرق مشهد يتكرر ويتنقل حيث مسلسل اضطهاد الأقليات المسيحية في المنطقة يجرى بمعدل سريع، ولا يقتصر اضطهاد الأقليات المسيحية على منطقة الشرق الأوسط فقط ، بل يتعداها الى مناطق فى الشرق الأقصى وأفريقيا حيث تعاني الأقليات المسيحية اضطهاداً منظّماً ، وهناك دول ضالعة فى تمويل الاعتداءات على مسيحيى الشرق بهدف عدم استقرار المنطقة ، ما ادى شيئاً فشيئاً الى تفكيرهؤلاء المسيحيين بالهجرة بعد ان شعروا انهم رهائن في هذا الشرق، فزاد منسوب القلق والخوف على مستقبل وجودهم حيث تقلص إلى مستويات غير مسبوقة في العقود الأخيرة، بفعل سوء الأوضاع المعيشية وانعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي، الناجم عن تنامي التيارات الأصولية..
وعلى الرغم من تفاقم هذا الخطر، فإن هذا الواقع لم يحظَ بالاهتمام المطلوب وطنياً وإقليمياً ودولياً، وفي أحسن الحالات تم إغفاله وإهماله، والقلة التي تنبهت لمخاطر استمرار النزف المسيحي من الشرق استفاقت متأخرة جدا،ً وقد لا تفيد في التخفيف من آلام المسيحيين ما لم يسبقها إجراءات عاجلة لوقف هذا النزف المستمر، وإجراءات تؤكد تحّمل الحكومات لمسؤوليتها في القيام بواجباتها القانونية وفي توفير الحماية والأمن لمواطنيها المسيحيين، وكذلك الامر بالنسبة الى تحّمل المجتمع الدولي حماية هذا الوجود، كما ان مسؤولية الحفاظ على التنوع القومي والديني لا تقع على عاتق الفاتيكان والمجتمع الدولي وحدهما، بل بدرجة أساسية على عاتق النخب والحكومات الوطنية الممثلة للغالبية العربية والمسلمة، للمطالبة ليس بإظهار حرصها على التعدد والتنوع فقط وإنما رعايته واحتضانه في دولها حتى يتم ترسيخه وتجذيره كي لا ُتستدرج إلى ما يسمى صراع الحضارات، أو تنزلق إلى نموذج الدول ذات القومية الواحدة، والدين الواحد واللغة الواحدة. .
لذا بات الوجود المسيحي مهدداً اليوم اكثر من اي وقــت مضى، فالهجمات كانت ثقافية وفكرية الطابع، والــيــوم باتت دمــويــة وعنفية، فالهجوم الفكري اصبح ضعيفاً امام العنف ، والــفــكــر مهما كــان متشدداً يمكن ان ُيناقش، اما العنف فلا نقاش معه، من هنا يعيش المسيحيون في الشرق حالة خوف على مستقبلهم ويبحثون دائماً عن ملاذ آمن في مكان ما من العالم، بعد أن افتقدوه في أوطانهم الأم، وبعد أن تلاشت أحلامهم بـدولة وطنية مدنية حديثة، ُتحقق لهم المساواة التامة مع شركائهم، لان المسيحيين إعتادوا العيش بسلام ورقيّ مما أتاح الفرصة للمتطرفين من كافة العقائد والأعراق لتنفيذ مهامهم واستهداف المخالفين لهم في العرق أو العقيدة بعمليات القتل أو الترحيل القسري من أماكنهم ، وقد آن الاوان للمجتمعات الدولية ان تتحرك بدل ان ُتطلق الكلمات والشعارات فقط,.
عدد المسيحيين في تراجع
وكان مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في مؤتمره السادس عشر في شهر تشرين الأول المنصرم قد دٌق ناقوس الخطر على "الوجود المسيحي في الشرق وضعف انتماء المسيحيين الى المنطقة ووهنه", بحجة أن مسيحيي لبنان أصبحوا يشكلون 29 في المئة من مجموع السكان العام خلال العام2010 وأن مسيحيي القدس تراجعوا من 45 ألفاً في أربعينيات القرن العشرين الى 5 آلاف مطلع هذا القرن، الأرمن الكاثوليك لم يبق منهم سوى 17 في المئة، هجرة قبطية متزايدة خلال السنوات العشرين الماضية، هجرة مسيحية جماعية من العراق، المسيحيون السوريون تراجعوا من 16،5 في المئة من سكان سوريا قبل ربع قرن الى أقل من 10 في المئة، باختصار بقي في الشرق العربي أقل من 10 ملايين مسيحي بين 300 مليون من الديانات الأخرى. لم يغفل البطاركة الإشارة الى مسؤولية استبداد الأنظمة التسلطية عن هجرة المسيحيين، إلا انهم لم يأخذوا في عين الاعتبار الحقائق والأبعاد السياسية والاجتماعية والايديولوجية الآتية:.
أولاًــ إذا كان صحيحاً ان هجرة المسيحيين في الشرق في اطراد منذ النصف الثاني من القرن الماضي بل منذ القرن التاسع عشر، نظراً الى تقبّل هؤلاء العقل الليبرالي الغربي وانفتاحهم المبكر على فكر الحداثة، إلا ان هجرة غير المسيحيين ونخبهم المثقفة خصوصاً، لا تقل حجماً ويجب ان تكون أيضاً مثار قلق وتساؤل..
ثانياً ــ إذا كان البطاركة قد أتوا على مسؤولية الكنيسة عن هجرة المسيحيين إلا انهم لم يذهبوا بعيداً في تحديد تلك المسؤولية، وفي شكل خاص عن هجرة النخبة المتنوّرة منهم، نتيجة إرهاب وتسلّط زعمائهم الطائفيين الذين مالوا الى التعصب والانغلاق وسايروا إجمالاً اتجاهات التطرف والانعزال. ولا نريد ان ندخل في تفاصيل مأساة أسعد الشدياق، أو جبرائيل دلال الحلبي، ولا في معاناة فارس الشدياق وفرنسيس المراش وأديب إسحق، أو في ملابسات هجرة جرجي زيدان وشبلي شميل وغيرهما ممن لاذوا الى مصر هرباً من جور زعماء طوائفهم وطغيانهم الايديولوجي. ولا نريد ان ندخل في موقف هؤلاء الزعماء من جبران خليل جبران وأمين الريحاني ومارون عبود، ولا نود التذكير بتفاصيل الدور الذي أدّته الميليشيات المسيحية التي كانت متعاطفة إجمالاً مع زعاماتها الطائفية, في هجرة المسيحيين اللبنانيين إبان الحرب الأهلية اللبنانية..
فداحة الهوة الطبقية أحد عوامل الهجرة
ثالثاًــ من الخطأ والاجتزاء طرح هجرة المسيحيين الشرقيين بمعزل عن أزمة المجتمع والأمة عموماً، التي من مظاهرها المأساوية فداحة الهوة الطبقية وتركّز الثروة والملكية والنفوذ في أيدي فئة ضئيلة تستأثر بالمواقع دافعة المواطنين الى الفقر والتهميش والحرمان وتالياً الى البحث عن وطن بديل.
إن الطبقات المسيطرة في العالم العربي التي يشكل زعماء الطوائف جزءاً منها هي التي تهجّر المسيحيين والمسلمين على السواء، بسلبهم حقوقهم الانسانية وسحق تطلّعاتهم الى مجتمع عربي يصون كرامة المواطن ويحتضن تطلعاته الى الحرية والكرامة والعدل السياسي والاجتماعي. إن المسيحيين وغيرهم على السواء، إذ يهاجرون، إنما يفرّون من ضحالة مجتمعاتهم الى مجتمعات تأخذ في الحسبان كفاءاتهم وحقوقهم الانسانية وتفتح أمامهم سبل التقدم والنماء والعيش الكريم. لا يجوز كذلك إغفال الدور الذي تضطلع به العولمة المتوحشة، ليس فقط في هجرة المسيحيين الشرقيين بل في الهجرات الواسعة لشعوب الأطراف، والعرب منها، في اتجاه المراكز الرأسمالية نتيجة انسداد الآفاق وتضاؤل الفرص.
رابعاًــ إن صمود المسيحيين في الشرق، على رغم توجّسهم المشروع إزاء التوجّهات الأصولية المريبة، رهن بانفتاحهم على الأفق الحضاري الرحب، العربي والاسلامي، باعتبار الإسلام حضارة لكل العرب مسلمين ومسيحيين، وبتجذّر انتمائهم الى أمتهم وهمومها وقضاياها الكبرى، وانخراطهم في قيادة مصيرها، لا بالانكفاء الى أوهام التميّز الأقلوي والانسحاب الى أوطان بديلة. أليس هذا ما جعل متنوّريهم يتقدمون الحركات القومية والوطنية والاجتماعية، فينادي بطرس البستاني، للمرة الأولى في الفكر العربي الحديث وفي ستينيات القرن التاسع عشر، بالقومية العربية والوطنية اللاطائفية، ويبادر نجيب العازوري كذلك الى طرح الوحدة القومية العربية المشرقية، ويدعو أنطون سعادة الى وحدة سوريا الطبيعية، وأمين الريحاني الى الوحدة العربية الشاملة في مرحلة مبكرة من تاريخ نهضتنا القومية المعاصرة؟
وكذلك كان المسيحيون الشرقيون في طليعة النهضة الاجتماعية فتصدر فرنسيس المراش وفرح أنطون وشبلي الشميّل وأديب إسحق الحركة العلمانية والمناداة بدولة العقل والحرية والعدالة والمساواة الانسانية. هذا هو، الوجه المشرق الذي يجب استحضاره، في وقت تتعرض فيه الأمة والحضارة والأرض والتاريخ، لأشرس الهجمات الاستعمارية والصهيونية من العراق الى فلسطين الى لبنان.

*صحافية لبنانية.

0 CommentsPosted on 09 Nov 2010 by admin

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

الحياةُ الديمؤءسسموقراطية لا ترتبط فقط بصندوق الإنتخابات


مؤسسات الديموقراطية أهم من صندوق الإنتخابات



طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

يتردد كثيراً في مراكز دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة وأوروبا وأَيضاً في جلساتِ الحوار في شتى بقاع العالم سؤالٌ بالغ الأهمية هو: هل يُحتمل أن يؤدي تطبيق الديموقراطية في بيئات غير ديموقراطية لوصولِ تياراتٍ سياسيةٍ متطرفةٍ للحكم أم لا ؟ …وهل يقتضي الإيمان بالديموقراطية التسليم بذلك أي بوصولِ تلك التيارات المتطرفة للحكم؟ والحقيقة أن السؤالَ (رغم ذيوعه) يعكس هزالاً شديداً في فهم الكثيرين للديموقراطية. فالديموقراطية تعني حدوث ثلاث عمليات أساسية – أما العمليةُ الأولى فهي مجيء الحكام للسلطةِ بطريقةٍ ديموقراطية…وأما العملية الثانية فجوهرها أن يمارس الحكام الحكم وهم من جهة في حالة إلتزام كامل بالقواعد الدستورية والقانونية وأن يكونوا من جهةٍ ثانيةٍ يحاسبون أو أن يكونوا قابلين للمحاسبة(Accountable ) …وأما العملية الثالثة فهي أن يتركوا السلطة بطريقةٍ ديموقراطيةٍ . وهذه العمليات الثلاث التي من توفرها وإكتمالها وعملها تتوفر الحياةُ الديمؤءسسموقراطية لا ترتبط فقط بصندوق الإنتخابات ولكنها ترتبط أساساً بوجودِ منظمات المجتمع المدني من جهةٍ وتوفر آليات الحياة والممارسة الديموقراطية من جهةٍ ثانية. وهكذا فإن صندوق الإنتخابات ليس إلاَّ جزء صغير من عمليةٍ أكبر هي توفر المناخ الديموقراطي والذي يوجد بوجود العمليات الثلاث التي أشرت إليها وبتوفر آليات ومنظمات وتنظيمات المجتمع المدني من جهةٍ ومؤسسات العمل الديموقراطي من جهةٍ أخرى. وأعتقد أن المؤمنين حقيقةً بالديموقراطية يفهمون الصورة بتلك الكيفية: فيبذلون الجهود من أجل خلق وتفعيل مؤسسات وآليات العمل السياسي الديموقراطي ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والقاسم المشترك بينهما هو (المشاركة المؤسسية) وهو ما سوف يؤدي لتوفر الآليات الثلاثة الكبرى للديموقراطية وهي مجيء الحكام بطريقة ديموقراطية، وممارسة الحكام للحكم بطريقة ديموقراطية، وترك الحكام للحكم بطريقةٍ ديموقراطية . وفي المقابل فإن الذين ينظرون للديموقراطية كأداةٍ ستمكنهم من الوصول للحكم ثم بعثرة وإفناء مكونات ومؤسسات ومنظمات وفعاليات الديموقراطية فإنهم يركزون على صندوق الإنتخابات لاسيما وأنهم يعلمون أنه في ظل مناخِ عدمِ النجاحِ بوجهةٍ عام في إدارة مجتمعاتهم وفي ظل شيوع الإحباط والتذمر من أوجه الخلل العديدة والضيق العارم بمزايا محتكري السلطة والألم الشديد من شيوعِ الفسادِ فإن صندوق الإنتخابات قد يأتي في الأرجح بهم لأنهم أصحاب شعارات منا وئة لكل معطياتِ الواقع السلبية – وإذ كان من المؤكد أنهم من جهةٍ لا يملكون عناصر الكفاءة القادرة على تحقيق النجاح المنشود كما أنهم من جهة أخرى سوف يدمرون مكونات المناخ الديموقراطي ويكونون هنا مثل عازف يجلس وسط جوقة موسيقية ويقوم بعد توليه قيادة الجوقة يتمزيق النوتة الموسيقية – فإنه بوسعنا أن نوافق على أنه من السذاجة تركيز الإهتمام بمسألة صندوق الإنتخابات بمعزل عن العناصر الأخرى الأكثر أهمية والتي ذكرتها آنفاً.

إن حالة المجتمعات الشائعة في العالم الثالث والتي تعاني من مشكلات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية وتعليمية وإعلامية طاحنة بسبب غياب الديموقراطية ووجود عددٍ كبير من أصحاب الكفاءات خارج الملعب وانتشار قيم الشخصانية والولاء الشخصي والنفاق لا تستلزم التركيز على صندوق الإنتخابات ونتائجه ولكنها تستلزم التركيز على وضع سياسيات وبناء منظمات وآليات الحياة الديموقراطية وتفعيل دور المجتمع المدني على أن يسير في موازاة ذلك عملٌ دؤوب للإصلاح السياسي والإصلاح الإقتصادي وإصلاح التعليم ونقل وتطوير المؤسسات الإعلامية من النمط الجوبلزي (نسبة لجوبلز وزير إعلام هتلر) إلى النمط الحديث للمؤسسات الإعلامية – إن كل هذا وهو ما أسميه "الإصلاح المخطط له" Engineered Reform هو أهم عملية سياسية يقوم بها نظام يتوخى عدم إتجاة الأمور إلى الفوضى أو سقوطها في يد تيارات متطرفة لن يأت على يدها إلاَّ الخراب والظلام والتخلف والتأخر – وهذه العملية التي تسمى بالإنجليزية Engineered Reform مضمونة النجاح وربما خلال عقد واحد إذا مورس عمل دؤوب متسم بالكفاءة في المجالات التي أشرت إليها وأعود فأوجزها مرة أخرى :
وضع السياسات وخلق آليات ومنظمات العمل السياسي الديموقراطي بشكل مؤسسي.
خلق الإطار الأمثل لنمو مؤسسات المجتمع المدني التي هي حائط الدفاع الأول والكبر والأهم في مواجهة أي تيار فاشي أو يزعم ملكيته للحقيقة المطلقة.
مواصلة جهود الإصلاح الإقتصادي من خلال إيمان واضح بحتمية تغيير دور الدولة من الدور البطريركي الواسع إلى الدور الصغير ولكن بقوة شديدة في مجال وضع السياسات وضمان إلتزام الكافة بها.
إصلاح مؤسسات التعليم التي بلغت في معظم دول العالم وضعاً مزرياً وأصبحت تفرز خريجين وخريجات لا يصلحون للتعامل مع معظم تحديات الحياة المعاصرة (مؤسسة التعليم لدينا مثلاً أسوأ من السوء ولا يدافع عنها إِلاَّ الذين ساهموا في وصولها لتلك الحالة المزرية والتي يجسدها "خريج" أو "خريجة" لا علاقة لها بالعصر ومعرفته وأدواته وروحه).
إصلاح المؤسسات الإعلامية وتحويل رسالتها من الهدف الجوبلزي المنتشر في العالم الثالث (خدمة الحكومات) إلى الهدف المعاصر ( خدمة المتلقي).
مرة أخري – إن صندوق الإنتخابات ليس إلاَّ حلقة من حلقات عديدة للحياة الديموقراطية ...وبدون الحلقات الأخرى قد يكون صندوق الإنتخابات البوابة الرحبة لعقود من الجحيم والظلامية والتأخر والبطش.

وأكرر ما ذكرته في أكثر من مجال، وهو أن العالم لم يعرف إلاَّ نموذجين للنهضة والتقدم والرقى سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً وتعليمياً وإعلامياً – أما النموذج الأول، فهو النموذج الأوروبي الغربي والذي أسميه (الطهو البطيء) إذ تمت عملية النهضة والرقي خلال أكثر من ثلاثة قرون. وأما النموذج الثاني فهو النموذج الآسيوي (اليابان، ماليزيا، كوريا الجنوبية، سنغافورة ...وغيرها) والذي أسميه (الطهو السريع) والذي تمت عملية النهضة والرقي فيه خلال عقود قليلة – وفي هذا النموذج لا توجد دولة واحدة لم تمر بطور مكثف من - الإصلاح المهندس Engineered Reform – لأن بديل ذلك هو الفوضى أو الطغيان.
الأهــــــــــــــــــوار سيــــــــــــــــدة الأساطيـــــــــــــــر

*عاد الماء وعادت مملكة القصب والسمك والطيور .. ولكن !
*جذور القصب تعمر نحو ثلاثة قرون
*العائدون الى مملكة الماء متى تنتهي مشكلاتهم؟

صافي الياسري
هي قاموس السمك والاوز وامم الطير وغابات القصب وخليلة السومريين وال ازيرج والبومحمد ومرتع الجاموس وجنته ومنبع الاساطير المتجددة، هل أحدثك عن سيد سروط؟
ام عن كنز حفيظ ام عن عبد الشط ام عن الطنطل وزوجته ؟
الاهوار... السيدة التي خاصمها الأمويون والعباسيون قبل صدام حسين وحاولوا تجفيفها تارة بعذر تحويلها الى أراضٍ زراعية لزيادة الخراج واخرى لمنع (الزنج) الثائرين من الاحتماء بها حتى قال احد الشعراء في وصف معاناتها
فكأنما الهور الطفوف وأهله
وكأنما ابن معية ابن زياد
وابن معية هو احد وزراء الخلفاء العباسيين وهو الذي سعى الى تجفيف الاهوار. والسبب الحقيقي للسعي الاموي والعباسي لتجفيفها، هو انها رقعة سياسية معادية، فقد نشطت فيها مجاميع المعارضة وتمكنت من غرس افكارها في محل زواياها.
فمن اي ثغر نقتحم مملكة هذه السيدة، اننحدر مع الغراف حتى (لكش) في الناصرية ومنها الى الكرمة فاطراف هور الحمار ومن ثم التوغل فيه حتى الجبايش، ام الاندفاع جنوباً الى هور الحويزة جنوب قضاء الكحلاء في محافظة العمارة، ام الصعود الى الصحين من جهة ناحية العدل في قضاء المجر الكبير؟
خيار الصحين كان هو الخيار الذي فرض نفسه علينا، فهي المنطقة الأكثر أمتلاءً هذه الايام بالماء والسمك والطير والقصب والعائدين وقد كانت الأكثر تضرراً أيام النظام البائد.
في مضيف سيد سروط
وعلى هدى الماء تأخذنا (الشختورة) ويأخذ مرافقنا (المشحوف) حتى مضيف "السيد سروط" في الصحين ، وبرغم ضحالة المياه في بعض الاماكن يصطاد العائدون اسماك البني والشبوط والكطان والشلك ودكاك الصخر والحمري وانواعاً اخرى من السمك بالفالة والشباك و"الزهر" وحين تساءلت عن (الزهر) قيل لي انه تركيبة كيمياوية لا تضر بيئية الاهوار ، وهي تجعل الاسماك تطفح على سطح الماء بعد تناولها العبوة، ولم اسمع رأياً لخبير في البيئة بشأن هذا الموضوع فطبيعة هذه التركيبة مازالت مجهولة.
وهنا عليك ان ترفع يدك بالتحية لمن يسافر ضد التيار ذلك انك أقل تعباً منه، وهو العرف السائد هنا.
وفي مضايف السيد سروط والسادة آل البطاط في الصحين حكى لنا العائدون معاناتهم من النظام السابق ومشكلاتهم الحالية وفي مقدمتها عدم توفر مياه الشرب وروى لنا بعضهم اسطورة السيد سروط، فحين ولدته امه لم يرق لها شكله فابتلعته (سرطته) على حد تعبيرهم ثم ولدته من جديد قمراً وحارساً عراقياً لا مثيل له، وحين سألت عن معنى (الحارس) قيل لي ان سيد سروط كان يحرس المنطقة من "الجن" ومن كوارث الطبيعة.
260 نوعاً من الطيور
وهنا ملايين الطيور تسكن المحيط المائي في المثلث الذي تمر زواياه بالبصرة والناصرية والعمارة، ويؤكد الدكتور خزعل احمد الطبيب البيطري والباحث المتخصص بشؤون الاحياء المائية في محافظة العمارة ان عدد الطيور تناقص كثيراً بعد تجفيف الاهوار، ومع ذلك بقي في المنطقة ما يقرب من 260 نوعاً قسم كبير منها من الحيوانات البرمائية، ومع عودة المياه بدأت انواع الطيور تعود الى مواطنها القديمة في هذه المساحة المائية بالغة السعة.
ويؤكد الدكتور خزعل ان الاهوار هي المكان الوحيد لطائر القصب المغرد، وبمناسبة ذكر القصب زودني الزميل حسين محمد عجيل بمعلومة تقول ان بذور وجذور القصب تعمر ثلاثمئة سنة فيا لبؤس صدام حسين وتوهمه انه قضى على قصب سومر، فبمجرد ان عاد بعض الماء الى مملكة الاهوار نبت القصب من جديد.
ويذكر الدكتور خزعل الطائر الثرثار والبش والخضيري والطيور المهاجرة كالأوز والبجع العراقي ومضيفه روسيا ومنشتاه ومولده العراق وحين تم تجفيف الاهوار مضى الى مستنقعات البحرين لكنه عاد الان الى غابات القصب وبنى اعشاشه من جديد استعداداً لموسم التفريخ، وعادت ايضاً اسراب اللقالق والنوارس والعنادل وطيور الزاغ والحذاف وبنت الشيخ والرخيوي والزيطة والزرزور كما ان الاهوار العراقية تعد الاولى من خمس مناطق في العالم تسكنها عدة انواع من الطائر المخوض wades bird ويؤكد المطلعون ان هناك اكثر من 60 نوعاً من الطيور مهددة بالانقراض ويرصد العلماء 49 مستوطنة للطيور في العراق من الشمال الى الجنوب اغلبها في منطقة الاهوار والان وقد عادت مجاميع كبيرة من السكان الى مواقعها القديمة، يشعر العائدون بانهم مازالوا مهددين من بقايا النظام السابق الذين افادوا من عملية تجفيف الاهوار وكونوا مزارعهم الخاصة مستفيدين من شبكة ارواء (النهر الثالث)، وهم غير مطمئنين الى العديد من مناطق الهور التي تعرضت كما يقولون الى "القصف بالكيمياوي".
والعائدون انتظروا طويلاً لينبت القصب لاعمار بيوتهم و "شبات" مضايفهم. وكم كان الامر جميلاً لو ان الحكومة العراقية انتبهت لهولاء العائدين فاقرضتهم ما يمكنهم من شراء إعداد من الجاموس وتشجيعهم على استكثارها وانشاء معامل لإنتاج المشتقات اللبنية والاجبان بالاشتراك مع الرأسمال الخاص واستعادة وتيرة حياتهم السابقة وتطويرها .
ووضع مشروع (اهوار لاند) موضع التنفيذ لاستقطاب الوافدين من شتى انحاء العالم وتشجيع الرأسمال الاجنبي على الاستثمار في هذه المنطقة والافادة من الخبرة الأجنبية في هذا المجال و (اهوار لاند) يمكن ان تضم فنادق ومنتجعات خاصة ومستوطنات صيد ومطارات وما ذلك يصعب على العراقيين بخاصة ان المساحة الحقيقية للاهوار ومسطحاتها المائية تتجاوز (22) الف كيلو متر مربع ولا يعني انخفاض هذا الرقم قبيل التجفيف الى حدود 877 كيلو متراً ثم التجفيف الكامل موت الاهوار وبيئتها وطبيعتها ، فبمجرد ان عاد الماء عادت بيوت القصب وتنفس السمك والطير مستعيدين شيئاً فشيئاً حياتهم القديمة، ومع ذلك تبقى قلة المياه الواردة من تركيا في دجلة ومن سوريا في الفرات تشكل عقبة مؤثرة في استعادة الاهوار عافيتها الكاملة ، فثمة مشروع اعالي الفرات ومشروع الغاب التركي وسد طبقة وبحيرة الاسد وقيام ايران ببناء سد على نهر الكرخة لارواء نحو 162 الف هكتار في الاراضي الزراعية في الاحواز وتجهيز الكويت بالمياه العذبة وقيامها بتجفيف مساحات واسعة من هور الحويزة الذي يغذيه نهر الكرخة .
ومع ذلك فان اليد الطولى والفاعلة في خنق الاهوار كانت يد صدام حسين بخاصة حين شق تلك الانهار الاصطناعية ومنها النهر الثالث ونهر العز ونهر ام المعارك ورش المسطحات المائية وغابات القصب بالمبيدات.
واعلنت الامم المتحدة عام 2001 في تقرير اعده متخصصون بالبيئة ان ما يشكل 7% من مساحة الاهوار العراقية فقط صالح لاستعادة عافيته وعودة السكان اليه!
ووصف التقرير ما فعله النظام بالاهوار بانه من أسوأ الكوارث البيئية، فقد فرت مستوطنات الطيور وجفت المستنقعات التي كانت تستوطنها انواع الاسماك التي كانت مصدراً لغذاء وعيش نصف مليون عراقي في الأقل وأبيد القصب المادة الأساس لبناء بيوت السكن واجبر السكان على الرحيل وتغيير طبيعة عملهم، وتشققت الأرض من بعدهم وغطاها الملح، حتى لم يعد في الامكان تخيل عودتها الى طبيعتها الأولى فالطبقة الملحية وصل سمكها الى قدم واحدة .
مرافقي سعد الميساني قال لي؛ كان ضباط الحرس الجمهوري يشنون هجماتهم ومداهماتهم على التجمعات السكانية التي ظلت متمسكة بمواقفها برغم حرمانها مصادر رزقها فقد أرسلوا أولادهم للعمل في المدن وتشبثوا بمواقعهم، وكانوا يسلبونهم ابسط ما ما يمتلكون وربما اعتقلوهم لتهم لا أساس لها من الصحة، كانوا أسوداً على ابناء جلدتهم، لكنهم حين وصل الاميركان فروا عراة حفاة وتعال اريك بقايا معسكرهم الغريق.
قادني سعد با(الطرادة) وهي نوع خفيف من الزوارق ليس بعيداً عن مضيف السيد سروط لأشهد بقايا جدران المعسكر الغريقة وسبطانة مدفع غريق رفعت راسها ليعتليه لقلق ساخر وضع قدماً ورفع الاخرى في مشهد لا يمكن ان يتكرر يسجل برمزية بالغة التعبير عن مصير الحرس الجمهوري والنظام السابق كله.
وعلى ضفاف الهور الذي عاد سكانه يتذوقون السمك و"دجاج المي" والحذاف والبش والخضيري والبط، عادت صناعة الزوارق.
مصادر في وزارة الموارد المائية تقول ان نسبة غمر مساحة الاهوار بالماء وصلت الى 60% ونحن نرى انها نسبة مبالغ بها ونذكر السيد المدير العام المسؤول عن متابعة انعاش الاهوار في وزارة الموارد المائية المهندس علي هاشم ان عليه ان يقارن بين واقع الاهوار قبل التجفيف وواقها الحالي قبل الادلاء بمثل هذا التصريح.
ومن الجدير بالذكر ان نشاط وزارة البيئة على الرغم من حداثة عهدها فقد عهدت الى مجالس التعاون البيئي في محافظات البصرة والناصرية والعمارة للمساهمة في حملة انعاش الاهوار ومعالجة بيئتها عبر اجراء الفحوصات المختبرية للتربة والماء والهواء.
وتقول وزارة البلديات والاشغال على لسان وكيلها السيد كامل الجادرجي انها بذلت جهدها لانعاش الاهوار واعدت دراسة بشأن عودة المهجرين الى بيئتهم الطبيعية وتذكر هذه الدراسة ان عدد المهجرين من اهوار ناحية الفهود والحمار والجبايش بلغ 650 الف مواطن ويقول مكتب الاعلام في وزارة البلديات ان الوزارة وضعت ضمن خططها إنشاء شبكات المياه الصالحة للشرب ومد خطوط الكهرباء والخدمات البريدية وخدمات المياه الثقيلة والمجاري لسكان الاهوار.
اما مستشار المعهد العراقي لشؤون البيئة في واشنطن د. عزام علوش فيقول ان المعهد قدم دراسة لاستخدام الغاز المتوهج من حقول النفط الجنوبية لانشاء محطات لمعاجلة مياه الاهوار.
ويقول مدير التخطيط والتنمية في وزارة الموارد المائية الاستاذ سالار بكر ان الاوضاع الان مشجعة على عودة العوائل الى البيئة التي غادرتها قبل 15 عاماً ويؤكد ان 19 الف عائلة عادت الى اهوار الناصرية حتى الان ويقول الدكتور علي حنوش وكيل وزارة البيئة.
ان عودة هذه الاعداد الى بيئتها الاصلية تعكس الحنين للعودة الى الارض المنطلق ومسقط الرأس، لكن هذه العودة غير المنظمة التي لا تسندها عمليات توفير مقومات الحياة الطبيعية قد تؤدي الى نتائج عكسية وعقابيل مؤذية لعملية العودة.
وثمة اشكال حضري، فالذين هجروا قسراً من الاهوار اجبروا على ممارسة مهن اخرى اعتادوها واعتادها أبناؤهم ويجدون الان صعوبة في العودة الى ما تتطلبه بيئة الاهوار مسكنهم وموطنهم الاساس ان الدولة على هذه الخلفية مطالبة باعادة تأهيل سكان الاهوار للعيش فيها من جديد.
ومن المؤكد ان عودة سكان الاهوار الى رقعتهم الجغرافية القديمة وتقاليد حياتهم ومعيشتهم سابقاً أمر مرغوب فيه اذا لم نقل انه امر ملزم وهو في الحقيقة تصحيح لخطأ بيئي وسياسي واجتماعي واقتصادي، لكنه يستلزم وقتاً اطول مما نظن لاعادة الامور الى نصابها.
البارونة نكلسن والطفل عمار
وحكاية الطفل عمار هي احدى الروايات المفزعة التي رافقت المئات من اطفال الاهوار الذين تعرضوا لتشوهات جسدية جراء الهجمات العسكرية للحرس الجمهوري على قراهم ومجمعاتهم السكنية بالطائرات والمدفعية وبقنابل النابالم الحارقة والقنابل الفوسفورية وكان عمار طفلاً بائساً اجبر على الفرار تحت اجواء الرعب والهلع مع عشرات الالوف من النساء والشيوخ والاطفال سكان الاهوار وكانت البارونة نكلسن موجودة فبادرت الى وضعه تحت جناحها وأسست مؤسسة "عمار" ثم تبنته ونقلته في ظروف صعبة من جنوبي العراق الى إيران ثم الى بريطانيا، وأشارت الى عمق المأساة في كتابها (لماذا نسي الغرب؟)
ويتضمن الكتاب مجموعة دراسات بخصوص مشكلات المحيط البيئي والإنساني للاهوار والحلول المقترحة لها وعرض لشهادات عدد من الناخبين ويعرض الفصل الاول دراسة احصائية لسكان الاهوار واقتصادياتهم وأوضاع التعليم والصحة والخدمات الإنسانية، كما أشتمل على نشوء وتطور منطقة الاهوار عبر التاريخ وما تعرض اليه محيطها من تعرية وتآكل استناداً لصور الاقمار الصناعية، وكذلك يبحث الكتاب بموضوعية النظام البيئي لمحيط الاهوار ومكوناته، كالتنوع الاحيائي ، الحيواني والنباتي وتأكيد ان الأضرار بالاهوار هو أضرار بالمخزونات الوراثية للعالم كله.
ولا نريد مناقشة تفاصيل هذا الكتاب الرائع ونمضي قدماً الى مقترحات المهندس الاستشاري الأستاذ هشام المدفعي الذي يقول: لا اتفق مع الرأي المنسوب الى الأمم المتحدة والداعي في الحديث عن سكان الاهوار الى عودتهم واستعادة نمط حياتهم التقليدي الذي يعود الى خمسة الاف عام والذي ورثوه عن السومريين والبابليين، بل اني ادعوا الى توفير الظروف لهم لممارسة حياتهم الطبيعية الانتاجية مع توفير جميع الخدمات المطلوبة لمعيشتهم وسكناهم بشكل يماشي متطلبات العصر.
وقد تكون لكل منا اراؤه ومقترحاته في هذا الموضوع .
ومقترحاتي تتبلور في النقاط التالية:
1- تحديد ما تم تجفيفه من الاهوار، أي المساحات المجففة فعلاً من هور الحمار وهور الحويزة وهور ابو زرك والاهوار الصغيرة الاخرى وتحديد مساحة الاهوار غير المجففة.
2- وضع الدراسات والاحصاءات السكانية لتحديد ما تم ترحيله من سكان الاهوار واعداد العوائل المرحلة الراغبة في العودة
3- دراسة نمط الحياة في قرى الاهوار واقتصادياتها واسلوب المعيشة لدى سكنة تلك الاهوار للافادة منها في المقترحات الجديدة للتخطيط المستقبلي.
4- دراسة مشكلة شحة المياه في الاهوار والكميات المتناقصة من المياه الواردة من تركيا كما هو مسجل في السنين القليلة الماضية وتحديد كمية المياه المتوقع ورودها الى الاهوار وتحديد المساحات التي يمكن غمرها حالياً ومستقبلاً لاعادة الحياة اليها وبالتالي يمكن التعرف على مساحات الاهوار التي نبحث فيها ومواقعها وسبل تطويرها بشكل مضمون.
5- اجراء دراسات علمية وعملية ووضع بدائل ومقترحات لاستغلال المسطحات المائية للاغراض التالية:
أ. اجراء الدراسات التحليلية العلمية والبيئية على تربة ومياه الاهوار للتأكد من سلامتها وخلوها من مخلفات الحروب والامراض وصلاحيتها لاستيطان الانسان والحيوان معاً.
ب. تحديد المناطق المقترح توطين السكان فيها.
ج. تحديد المناطق المنتجة اقتصادياً في الاهوار وانواع الانتاج الصناعي او الزراعي فيها واعداد السكان المطلوبين لاشغالها ولو وبشكل تقريبي).
د. تاشير وتحديد مواقع المسطحات المائية الواجب الاحتفاظ بها كمستوطنات طبيعية للحفاظ على نباتات الاهوار وزهورها المختلفة ومحطات استراحة وتكاثر الطيور المهاجرة، ومناطق وملاذات امنة لتوطين الحيوانات والاسماك المحلية.
هـ. تحديد المناطق السياحية وانواع النشاطات السياحية والمساحات اللازمة لها ، كالسباحة وصيد السمك والغوص او التنزه.
ويورد المهندس هشام المدفعي نقاطاً اخرى مهمة تتعلق بالسياحة والزراعة والصناعة والاسكان والثروة الحيوانية، فهي منطقة الهور.
انما الدراسات شيء والمشاهدة الحية شيء اخر فأزمة الوقود أجبرت سكان الاهوار على استهلاك القصب والبردي الجاف الذي كانوا يخططون لبيعه، وتم استهلاكه لإغراض التدفئة والطبخ.
ويقول الشاعر مظفر النواب عن شهيد ال ازيرج صاحب ملاح خصاف في اهوار العمارة:
ميلن لاتنكطن كحل فوك الدم
جرح صويحب بعطابه ما يلتم
ويقول كاظم الحناوي متحدثاً عن شفرات الهور:
مع تقدم الظلام في الهور قد تضيع الدروب على السالكين لكن ماء الهور لا يبخل بالأدلة فحركة حيوانات الهور من الجاموس والخنزير هي بعض الخريطة فهذان الحيوانان لا يعيشان في المياه العميقة فاذا سمع الجائر صوتهما فله ان يطمئن انه يجذف بزورقه في المنطقة القريبة من اليابسة، اما اذا سمع صوت خرير الماء قوياً فعليه الحذر لان ذلك دليل تيارات مائية قوية.
واذا سمعت صوت صياد يتكسر ثلاث مرات فهذا يعني انه يغني المحمداوي وانه من آل ازيرج .
واذا شعرت بان القطار بدأ يخفف سرعته فهذا يعني انه يسير على ارض طينية لا تسمح له بالإسراع.التعرف قيمتك عند مضيفك (الاهواري) فستجيبك السمكة التي ستقدم لك ان كانت (بنية كبيرة) فهذا يعني لاشك في انك ضيف محترم..