حوار ـ كاظم الحناوي
المتابع لخطوات المخرج السينمائي العراقي هادي ماهود يرى ان حضوراً مميزاً له خارج العراق لكنه يكاد يكون معدوماً في الداخل فقد اختار ماهود الانزواء في مدينته السماوة بعيداً عن بغداد الصاخبة بالفضائيات،
التقيناه في السماوة كي نتعرف على ما يشغله وما يفكر به فسألناه عن سر هذا الصمت فاجاب:
ـ من قال اني صامت، انا اكثر الاصوات رنيناًً لان صوتي لي وهو خارج من حنجرتي لا من حناجر الآخرين. لقد ادمنت الصراخ يا صديقي، ففي سنوات الغربة كنا نصرخ فرادى وصرخاتنا انتجت اشرطة وثقت لسنوات القهر والمنفى يوم كانت الدكتاتورية على اشدها وعندما عدنا بعد انهيارها وضعونا في ذات الدائرة فاما ان تبيع صوتك لطرف سياسي او طائفي او ان تكون يتيم الصوت بلا سند !!.*
وهل تعتبر نفسك يتيماً؟ـ يتيم بكرامة خير من مدلل يفتقد اليها.* وماذا عن الدولة؟
ـ الدولة يا صديقي لم تضعنا في حساباتها، فلم تسفر كل خططها وعلى مدى حكوماتها التي تعاقبت بعد السقوط عن اي خطة جادة لاستثمارنا من اجل صناعة سينما عراقية وما احوجنا اليها كي نوثق ما يمر به بلدنا من متغيرات استثنائية في هذا العصر الاستثنائي. في الماضي كان لك حضوراً اكثر في الداخل فقد حصل فيلمك(في دائرة الامن) على جائزة افضل فيلم تسجيلي في مهرجان العراق الدولي للفيلم القصير وكان الناس يتابعون بشغف برنامجك الوثائقي الشهري( تحقيق) على قناة الحرة لكنك هذه الايام تبدو بعيداً عن الساحة مهموماً.* ألا تشعر بالندم لعودتك المبكرة للوطن؟
ـ الحقيقة اني وبفعل سنوات طويلة في المنفى اصطدمت بعد عودتي بارواح مشوهة شنت ضدي حرباً لا رحمة فيها كدت اثرها ان انهي ارتباطي بالسماوة مدينتي التي اعشق والتي صنعت بها وفيها اجمل افلامي وان الملم نفسي واعود للمنفى لكني اغلقت مكتبي ولملمت بقاياي في مساحة ضيقة هي غرفة بمساحة 2في 3 كانت فيما مضى شرفة في شقتي حورتها لتكون لي صومعة اركب بها شهاداتي التي تسجلها كاميرتي كي تتحول الى افلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق